التقليـم
تعتبر عملية التقليم فى النخيل من عمليات الخدمة الهامة ويقصد بها قطع السعف الأصفر والجاف والمصاب والسعف الزائد عن حاجة النخلة وإزالة الأشواك والرواكب والليف، ويجب أن يقتصر التقليم فى السنوات الأولى من عمر النخلة على إزالة السعف الجاف فقط والذى توقف عن أداء وظيفته، فإذا بدأت النخلة فى الإثمار اتبع نظام معين فى التقليم لكل نخلة حسب صنفها وقوة نموها .
1- التخلص من السعف الجاف والأصفر وخاصةً إذا كان مصاباً بالحشرات القشرية يتم جمعه وحرقه .
2- إنتزاع الأشواك من السعف يسهل على النخال الوصول لإغريض النخلة أثناء التلقيح أو جمع الثمار . كما يمنع تجريح الثمار عند احتكاكها بالأشواك .
3- السماح لأشعة الشمس أن تصل إلى العذوق مما يساعد فى تحسين نوعية الثمار والإسراع فى نضجها، كذلك المساعدة فى تقليل الإصابة بالأمراض .
4- الإستفادة من مخلفات التقليم من سعف وليف فى بعض الصناعات الريفية .
يختلف موعد التقليم من منطقة إلى أخرى وهو لايتعدى ثلاثة مواعيد هى :
* فى الخريف بعد جمع الثمار مباشرة .
* فى أوائل الربيع وقت التلقيح .
* أثناء إجراء عملية التقويس فى الصيف .
ولكن أفضل موعد هو موعد تمام خروج الأغاريض المؤنثة الجديدة حيث تكون النخلة قد امتصت كل ما بالجريد من غذاء أثناء تكوين وخروج الأغاريض ( العذوق ). وفى بعض المناطق المنتشر بها سوسة النخيل الحمراء ينصح بإجراء التقليم خلال شهر يناير حيث يكون نشاط الحشرة ضعيفاً أثناء فترة الشتاء .
يقوم بعملية التقليم عمال مدربون ويتم ذلك بإزالة السعف الجاف بإستخدام آلة حادة ( بلطة أو سيف ) على أن يكون القطع على ارتفاع 12 - 10 سم من قاعدة الكرنافه وأن يكون القطع من أسفل إلى أعلى بحيث يكون سطح القطع منحدراً إلى الخارج حتى لاتتجمع مياه الأمطار بين الكرنافة وجذع النخلة، وعادة مايزال السعف الجاف وبعض الأوراق الخضراء الذى يبلغ عمرها ثلاث سنوات فأكثر على أن يترك حلقتين من السعف على الأقل أسفل العراجين المتكونة فى السنة السابقة، ويجب الحذر من إزالة السعف بطريقة جائرة تؤثر على أنشطة نمو الإزهار والإثمار، وقد أثبتت الدراسات التى تمت فى هذا المجال فى حالة تقليم السعف الأخضر بدرجة كبيرة ينعكس أثره على نقص الإنتاج وقلة كمية الإزهار والعراجين التى تظهر فى الموسم التالى، وقد وجد أن ترك عدد 9 - 8 أوراق خضراء لكل عذق على النخلة تؤدى إلى زيادة فى حجم الثمار وتحسين نوعيتها ويرجع السبب فى ذلك إلى أن السعف الأخضر يصنع غذاء النبات ويمد الثمار بما تتطلبه من مواد غذائية ومواد سكرية أخرى .
يجب عقب الانتهاء من عملية التقليم رش الأشجار بأى مطهر فطرى مثل أوكسى كلورور النحاس بمعدل 5 فى الألف بالإضافة للرش بأى مبيد حشرى بمعدل 3 فى الألف أو التعفير ببودرة السيفين مع الكبريت بنسبة 8 - 2 على الرواكب والليف للوقاية من الإصابة بسوسة النخيل الحمراء .
صورة (8) عملية التقليم وتهذيب جذع النخلة
التلقيـح :
تعتبر نخلة التمر أحادية الجنس ثنائية المسكن نظراً لتميز أشجارها إلى ذكور تعطى نورات مذكرة وإناث تحمل نورات مؤنثة .
ويتوقف النجاح فى إنتاج المحصول الاقتصادى على نجاح إجراء عملية التلقيح وإتمام الإخصاب ومن الممكن أن تتم عملية التلقيح طبيعياً بواسطة الرياح التى تحمل حبوب اللقاح إلى الإناث القريبة منها إلا أنها غير اقتصادية، لأنه لابد من توفر أعداد متساوية من النخيل المذكر والمؤنث بالمزرعة لكى يتحقق الاستغلال الاقتصادى لعناصر الإنتاج، ولهذا يلجأ إلى تقليل عدد الذكور إلى أقل عدد ممكن على أن يجرى التلقيح يدوياً أو ميكانيكياً وفى هذه الحالة يكفى حبوب اللقاح التى تنتجها أزهار نخلة مذكرة لتلقيح مابين 25 – 20 نخلة مؤنثة تبعاً لاختلاف الطريقة المتبعة فى التلقيح من صنف إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، بالإضافة إلى ذلك يختلف العدد تبعاً لعدد النورات التى يعطيها الذكر ( 20 – 10 إغريض ) ومدى حيوية وكفاءة حبوب اللقاح وكذلك تباين الأشجار المؤنثة للأصناف المختلفة فى عدد ماتحمله من نورات مؤنثة ( 12 – 8 إغريض ) وتخرج الأغاريض المذكرة مبكرة ( تبدأ من فبراير ) عن المؤنثة وعند تمام نموه ونضجه ينشق طولياً وتبرز الشماريخ الحاملة للأزهار المذكرة، أم الإناث فإنها تخرج من أوائل مارس حتى أوائل مايو تقريباً .
ويختلف عدد الأغاريض التى تحملها الأشجار تبعاً لعوامل كثيرة منها المستوى الغذائى للنخلة، وفى جميع الحالات لاتخرج النورات دفعة واحدة بل يتتابع خروجها على النخلة فترة تصل إلي 30 – 20 يوم، وعندما تفقد الأغاريض نسبة من رطوبتها ينشق الغلاف وهذا دليلاً على تمام تكوين ونضج أزهاره سواء المذكرة منها أو المؤنثة ويجب أن ينتخب اللقاح من ذكور قوية ومعروفة بارتفاع حيوية حبوب اللقاح وكفاءتها فى الإخصاب والعقد ومن حيث تأثيرها على خصائص الثمار الناتجة فقد وجد أن لقاح فحول معينة تؤثر على حجم ولون الثمار وكذلك نسبة السكر بها بالإضافة إلى موعد نضجها، ويفضل أن تكون من لقاح نفس السنة مع مراعاة بعد انشقاق الإغريض المذكر فيجب قطعه من النخلة ثم يشق طولياً وتستخرج الشماريخ مباشرة وتفرد إلى مجاميع أو حزم من 4 – 3 شماريخ وتنشر فرادى دون تكدس فى مكان ظليل بعيداً عن تيارات الهواء مع تقليبها لمدة 3 – 2 أيام حتى لاتتعرض للتلف نتيجة الرطوبة، بعد جفاف الشماريخ توضع فى صندوق أو سلة بعيداً عن الرطوبة أو الحشرات أو التعرض للحرارة الشديدة وتحفظ لحين تفتح الأغاريض المؤنثة .
وتكون معظم الأزهار المؤنثة قابلة للتلقيح عقب انشقاق الإغريض مباشرة، عندئذ ينزع الغلاف الخارجى كلياً ثم يؤتى بحزمة أو مجموعة من الشماريخ المذكرة من 10 – 7 شماريخ والتى سبق تجفيفها وتنفض بإصبع السبابة بشدة على الأزهار المؤنثة مع تحريك اليد من قاعدة العرجون المؤنث إلى طرفه وفى مختلف الاتجاهات لضمان توزيع اللقاح على جميع أزهاره مع وضع مجموعة الشماريخ مقلوبة وسط شماريخ الإغريض المؤنث ويربط ربطاً خفيفاً بخوص من السعف لتبقى الشماريخ المذكرة لينتشر منها اللقاح مع اهتزاز العرجون بفعل الهواء لتلقيح الأزهار التى تأخر نضجها عن وقت إجراء التلقيح، وقد يوضع قليل من مسحوق حبوب اللقاح على قطعة من القطن وتهز على الأزهار المؤنثة ثم توضع بداخل الإغريض كما فى الطريقة السابقة، ويراعى إعادة عملية التلقيح فى حالة هبوب الرياح أو سقوط الأمطار بعد عملية التلقيح، كما أنه لايجب التأخير عن إتمام عملية التلقيح لأكثر من 5 أيام من وقت تفتح غلاف النورة المؤنثة وهى الحالة السائدة فى معظم الأصناف وتتوقف الفترة التى تظل فيها المياسم قابلة لاستقبال ونمو حبوب اللقاح تبعاً للصنف والظروف الجوية السائدة .
التلقيـح المركـزى
تستخدم طريقة التلقيح المركزى بدلاً من الطريقة العادية التى تتطلب ضرورة صعود العامل لقمة النخلة عدة مرات وماتتطلبه من وقت وجهد وارتفاع أجور العمالة كما أن النورات الزهرية لاتخرج دفعة واحدة بل يتتابع خروجها على النخلة خلال 3 أسابيع مما يتطلب ارتقاء النخلة عدة مرات لإجراء عملية التلقيح، فقد توصل المشتغلين فى مجال النخيل إلى طريقة التلقيح بالحزمة المركزية التى يمكن عن طريقها توصيل حبوب اللقاح إلى الأغاريض المؤنثة مرة واحدة دون اللجوء لصعود النخلة عدة مرات، فعند انشقاق 4 – 3 أغاريض يصعد العامل لقمة النخلة ومعه حزمة من الشماريخ المذكرة ( حوالى 50 شمراخ )، يقوم بتنفيض حبوب اللقاح باليد على أزهار الأغاريض المنشقة لضمان توزيع اللقاح على جميع الأزهار مع وضع حزمة اللقاح فى قلب النخلة من الجهة البحرية فى وضع أفقى لضمان انتثار حبوب اللقاح مع اهتزاز رأس النخلة بفعل الهواء لتلقيح الأغاريض التى تخرج وتنشق أغلفتها فيحدث التلقيح للأزهار ويتم الإخصاب وتتكون الثمار العاقدة .
* استخدام الميكنة فى خدمة رأس النخلة :
يتميز الوضع الزراعى للنخيل فى الوطن العربى بصفة عامة وفى دول الخليج بصفة خاصة بانخفاض الكفاية الإنتاجية للنخيل مع الارتفاع المستمر فى تكاليف الإنتاج وذلك للنقص الحاد فى الأيدى العاملة المسئولة عن خدمة رأس النخلة والتى تتطلب الصعود إلى قمة النخلة مثل التلقيح والتقويس والتقليم ( التكريب ) والجنى وغيرها . لهذا برزت أهمية الميكنة فى خدمة النخيل للنهوض بزراعته وتحسين إنتاجه كماً ونوعاً، نظراً لصعوبة دخول وتحريك معدات الروافع داخل بساتين النخيل على وضعها الحالى حيث تتميز أغلب بساتين النخيل بعدم انتظام زراعتها وأن المسافات بين الأشجار غير منتظمة ويتخللها زراعات بينية أخرى سواء كانت أشجار أو محاصيل أخرى كل ذلك يشكل عائق فى إدخال الميكنة لذلك يجب الأخذ فى الاعتبار عند إنشاء حدائق جديدة يراعى فيها كثافة الأشجار والزرعات البينية وطرق الرى المختلفة والتى تتمشى مع عمليات الخدمة الميكانيكية للنخيل .
تلقيح النخيل ميكانيكياً:
* إن عملية التلقيح الميكانيكية تعتمد على عاملين أساسيين:
أ ) استخلاص حبوب اللقاح :
ويتم ذلك من خلال إعداد غرفة خاصة لتجفيف النورات الزهرية المذكرة المكتملة النمو الناضجة وذلك بتعليقها على أسلاك معدنية داخل غرف التجفيف التى يجب أن يتم فيها التحكم فى درجات الحرارة والرطوبة حتى تظل درجة الحرارة فى حدود 32 - 28 م كما يجب أن تكون جيدة التهوية حتى تمنع تعفن الأزهار، وتتراوح المدة اللازمة للتجفيف قبل استخلاص حبوب اللقاح من النورات بين 48 – 72 ساعة ويتم استخلاص حبوب اللقاح بواسطة آلة خاصة أو يتم يدوياً، بعد الاستخلاص تنشر حبوب اللقاح على ورق وتترك لمدة 6 ساعات داخل غرفة التجفيف لخفض نسبة الرطوبة ثم تؤخذ وتخلط مع مادة مالئة ويلقح بها مباشرة .
ب ( توصيل حبوب اللقاح إلى قمة النخلة :
هناك عدة طرق لتوصيلها لقمة النخلة منها استخدام السلالم المزدوجة التى تستخدم فى جنى الفاكهة ولكن نظراً لارتفاع أشجار النخيل فقد استخدمت سلالم من الألومنيوم الطويلة خفيفة الوزن بعد إدخال بعض التعديلات عليها منها جعل قمة السلم على شكل هلالى مما يسهل حركة العامل حول قمة النخلة والقاعدة عريضة للتثبيت وأن يكون بشكل منزلق حيث يمكن زيادة طوله حسب الطلب .
ويستخدم الآن فى أمريكا وبعض الدول العربية أبراج رافعة ذات منصات متحركة لأعلى وأسفل قائمة على عجلات تجرها جرارات زراعية وتحت هذه الظروف يمكن استخدام عدة طرق من الملقحات منها مايعمل بواسطة الهواء المضغوط الصادر من اسطوانات الضغط المحملة على الرافعة ومنها الملقحات اليدوية والمنتشر استخدامها بالولايات المتحدة الأمريكية ويوجد فى مصر نماذج من هذه الروافع الواردة من الخارج وهناك بعض الابتكارات المصرية التى جربت فى بساتين النخيل حيث ثبت الآتى :
1- بطء إنجاز العمل المطلوب مقارنة بسرعة إنجازه من قبل العامل البشرى .
2- صعوبة دخول وتحريك الجرارات والروافع داخل بساتين النخيل الغير منتظمة وما يتخللها أيضاً من :
زراعات بينية أخرى .
3- الارتفاعات العالية لجذوع النخيل مما يعيق مستوى الروافع .
4 - صعوبة تشغيل الروافع وعمل المناورات داخل البساتين .
لهذه الأسباب لم تؤدى هذه المعدات الغرض المطلوب منها مما أعطى إهتماماً للآلات البسيطة التى تخدم الأشجار من الأرض أو عن طريق استخدام السلالم الخفيفة .
وفى مصر يتم تطوير بعض المعدات وإدخال بعض التعديلات عليها لإمكانية استخدامها فى إجراء عملية التلقيح وكذلك إيجاد آلات مسننة تستخدم فى التقليم وجنى الثمار تحت ظروفنا المحلية .
* تركيز حبوب اللقاح
أشارت الأبحاث فى هذا الشأن أنه لاتوجد فروق فى نسبة العقد وكمية المحصول نتيجة لاختلاف تركيز كمية حبوب اللقاح من 50 - 5٪ فى مخلوط التلقيح، وأن استعمال 10٪ من حبوب اللقاح فى مخلوط التلقيح كانت ذات تأثير جيد على عقد الثمار ونوعيتها وكمية المحصول ) نسبة حبوب اللقاح : المادة المالئة هى 9 : 1 ( ، المادة المالئة مثل دقيق القمح أو الردة أو مطحون بقايا الأزهار المذكرة .. إلخ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق